bsam::
فريق طبي اميركي ينجح في إنتاج الدم معمليًا
تقنية جديدة قد تجعل التبرع بالدم في ذمة التاريخ !
أعطت تجربة معملية حديثة الأمل في انتهاء المخاوف الدائمة حول عمليات التبرع بالدم أو بيع الدم، وهي المخاوف المتعلقة بنقص الإمدادات أو تلوث هذا الدم بفيروسات حاملة للأمراض الخطرة، ولا يخفى على أحد أن هناك نقصا دائما في الكثير من المستشفيات لعبوات الدم التي قد تنقذ حياة إنسان، ولكن قد ينتهي كل هذا الجدل وجميع هذه المخاوف إلى غير رجعة، فقد أصبح من الممكن في وقت قريب أن يتم الاستغناء عن عمليات التبرع بالدم بعد اكتشاف طريقة جديدة لتنمية موارد لا حدود لها من الدم معمليًا، فقد اكتشف فريق علماء أميركي طريقة لتحويل خلايا من الوالدين من أي نوع (الخلايا الجنينية البشرية الأصلية) إلى كميات هائلة من خلايا الدم الحمراء الحاملة للأكسجين.
ووفقًا لتقرير طبي لصحيفة التلغراف البريطانية قد تبدأ الاختبارات على المرضى بحلول نهاية العام القادم وسوف يبشر التقدم بأنه سيأتي اليوم الذي توجد فيه مزارع للدم تقدم موردا لا ينضب للدم. فالبحث الذي نشر في دورية علمية تسمى (أبحاث الدم) والذي أجرته وحدة التكنولوجيا المتقدمة في ماساشوتس، بالتعاون مع مستشفى مايو كلينك، قد أظهر لأول مرة أن القدرة على حمل الأكسجين في تلك الخلايا الدموية مشابهة لعمليات نقل الدم العادية. ويجب أن يكون من السهل ضمان أن الدم المخلق بهذه الطريقة خال من السموم التي تولدها مسببات الأمراض مثل الإيدز.
وقال الدكتور روبرت لانزا، رئيس المكتب العلمي في وحدة التكنولوجيا المتقدمة: إن محدودية عمليات التزود بالدم تحمل مخاطر كبيرة على حياة المرضى الذين يعانون نقص الدم. وإن الخلايا الأصلية الجنينية تمثل نوعا جديدا من الخلايا التي من الممكن نشرها وزيادتها بشكل لا محدود كمصدر لخلايا الدم الحمراء في العلاج البشري. ويمكننا الآن تخليق من 10 إلى 100 مليار خلية دم حمراء من 6 شرائح سليمة من الخلايا الأصلية. كما أضاف دكتور روبرت أنه إذا استطاعت شركته الحصول على موارد كافية والاعتماد على نتائج دراسات الأمان فإنه سيكون في الإمكان أن يبدأوا إجراء التجارب بحلول نهاية العام القادم.
كما أن هذا التطور المهم الذي أنجزه الفريق الذي يضم دكتور شي غيانج لو، قد زاد إمكانية الحصول على مصدر هائل للتزود العالمي بالدم من فصيلة O السالبة، والتي من الممكن أن تنقل إلى أي مريض مهما كان نوع فصيلة دمه. وقد حقق الفريق العلمي هذا النجاح بتعريض الخلايا الجنينية الأصلية لمجموعة من العوامل التي حولتها إلى خلايا دموية تمهيدية ثم إلى خلايا دموية مكتملة.
وقد قاموا بطرد نوايا تلك الخلايا التي تحمل الحامض النووي، كما يحدث في الجسم. وقد توصل العلماء إلى أن حوالى 65 بالمائة من الخلايا الدموية التي خضعت لعمليات إنضاج متعددة قد أنتجت أشكال النواة مرة أخرى.
وهذا يؤكد أيضا الثقة في أن الخلايا ستكون آمنة الاستخدام لأن هذا يعني أنها لن تتقسم أو تتحول إلى خلايا سرطانية. ويعمل هذا الفريق البحثي الآن من أجل التوصل إلى طريقة للحصول بها على الخلايا الأصلية من المريض نفسه بالإضافة إلى إجراء اختبارات كثيرة على الحيوانات.
كما قال الدكتور لانزا إنه على الرغم من أنه يلزم الكثير من البحث قبل نقل تلك الاكتشافات إلى مجال التطبيق، فإنه يتضح من التقدم السريع أن الخلايا الأصلية من الممكن أن تعمل كمصدر غير محدود لنقل الدم في المستقبل. أما الدكتور جورج دالي، الذي يعمل في معهد الخلية الأصلية في هارفارد، فقد علق قائلا إن هذا يعد جيدا من حيث المبدأ. أما المتحدث الرسمي للصليب الأحمر الأميركي فقد ذكر لصحيفة العلم الجديد بأن هذا العمل هو خطوة مهمة نحو التقدم إلى إمكانية إنماء خلايا الدم الحمراء في المعمل، وهو الإجراء الذي يشكل فتحًا تاريخيًا في مجال الطب وصحة الإنسان .