1 تمهيد
يعد الماء الدعامة الاساسية لمظاهر الحياة وتوافره هو ضرورة لوجود الحياة
(Penna et al., 2002)٬ لذا فإن تلوثه هو أحد المخاطر الأساسية التي تهدد حياة الكائنات كافة وخاصة حياة الإنسان منها، لذلك يجب أن تكون مياه الشرب خالية من الملوثات الكيميائية والفيزيائية والحيوية، وأن تكون المياه مستساغة بكونها عديمة اللون والطعم والرائحة (الفتلاوي، 2007).
إن أفضلية الماء دون غيره من المذيبات هو لتوافره في الطبيعة حيث يشغل الماء اكبر حيز في الغلاف الحيوي، وهو أكثر مادة منفردة موجودة به إذ تبلغ مساحة المسطح المائي حوالي (71%) من مساحة الكرة الأرضية، مما دفع بعض العلماء أن يطلقوا أسم (الكرة المائية) على الأرض بدلاً من الكرة الأرضية، حيث تمثل مياه المحيطات (98%) منها غير صالحة للشرب، أما المياه العذبة فتشكل (2%) وتضم مياه البحيرات والأنهار والمياه الجوفية والثلوج (السعدي، A 2006).
جاء التركيز على تلوث المياه بصورة خاصة لأنه يعد من أخطر أنواع التلوث البيئي، لكون الماء يغطي مساحة واسعة من الكرة الأرضية، كما أن ملوثات الهواء والتربة جميعها مصيرها النهائي إلى المسطحات المائية سواء أكان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كما يشكل الماء الجزء
الأكبر من تركيب الخلايا الحية المختلفة ولا يمكن لأية عملية حيوية إلا أن تتم في الوسط المائي (الوائلي، 2008).
قد يؤثر تلوث الماء في نمو الأحياء أو يتداخل مع سلسلة الغذاء أو يضيف بعض المواد السامة مما يسبب ضرراً على صحة الإنسان ويعيق من استخداماته في حياته اليومية (السعد وجماعته،1997)، ولم يحدد انتقال الأمراض بوساطة الماء إلا في حوالي القرن التاسع عشر(لطيف، 1990).
اهتمت منظمة الصحة العالمية WHO)) ووكالة حماية البيئة الأمريكية USEPA)) بالأمراض الناتجة من تلوث المياه والتحكم في السيطرة عليها، فقد أعطت أهمية خاصة للدراسات التي تتعلق بالصحة العامة (الجبوري، 2005). حيث يعرف تلوث المياه على انه أي تغير يطرأ على الخصائص الطبيعية والكيميائية والحياتية التي تحدث في المياه وتؤدي إلى تغيير في نوعيته وتجعله ضاراً غير صالح للاستعمالات الحيوية والصناعية (محمد، 2001؛ السعدي، B 2006).
2.1 الحاجة إلى مثل هذه الدراسة
إن قضية جودة مياه الخزانات المنزلية والاعتماد عليها لتوفير احتياجات السكان اليومية المختلفة، هي من الأمور المهمة إذ إن مياه الخزانات هي عرضة للتأثر بالكثير من العوامل البيولوجية والعضوية وغيرها التي تؤدي إلى تلوث مياه الخزانات المنزلية وبالتالي التأثير في صحة مستخدميها، وخاصة أن عدداً غير قليل من السكان يعتمد على مياه الخزانات المنزلية حتى في الشرب
(WHO, 2003).
3.1 مشكلة الدراسة وأهميتها
تعتبر خزانات المياه «صهاريج المياه» مصدرا وحيدا لتخزين المياه قبل استخدامها من جانب المجمعات السكنية والمنازل والمدارس ومختلف المؤسسات الحكومية ،إلا إن هذه الخزانات لا تجد من يعتني بها ،ويهتم بنظافتها وصيانتها، فكثيرا من الأفراد لا يهتمون با لخزانات المياه فوق منازلهم بغض النظر عن نوعية الأسباب الكامنة وراء ذلك سواء أكانت تجاهلا أم كسلا أم عدم إدراك أم لا مبالاة وفي كل الأحوال تبقى صحة الأفراد هي المتأثر والمتضرر الأول من إهمال تنظيف وصيانة خزانات المياه،وتوضح الدراسة انه يوجد إهمال في نظافة خزانات المياه المنزلية لدى السكان في بعض مناطق بغداد، لذا فإنه من الضروري معرفة أسباب هذا الإهمال والعوامل المؤثرة فيه.
4.1 الهدف من الدراسة
مما تقدم ولأهمية مياه الشرب ولقلة البحوث والدراسات التي تتعلق بنوعية مياه الخزانات المنزلية المحلية جاءت هذه الدراسة لتهدف إلى ما يأتي:-مقارنة لنوعية مياه الخزانات المنزلية مع مياه الإسالة من حيث نوعيتها الفيزيائية والكيميائية والحيوية ونمو بعض أنواع الطحالب في خزانات المياه المنزلية في بعض أحياء مدينة بغداد حصراً، وتأثيرات هذه الخصائص على الصحة العامة