إن الزيادة العالية في معدلات نمو السكان في العالم والتطور الصناعي الكبير أدى إلى تزايد إستهلاك المياه مما جعل الكثير من مصادر المياه عرضة للتلوث بالكائنات المجهرية الممرضة (خوري وجماعته، 1990)، وتعد الأمراض المنقولة عن طريق الماء WBD))(Water Borne Disease) غير مقتصرة على نمو وتطور البلدان حيث سجلت (560.000) شخص من سكان الولايات المتحدة يعانون من إصابات شديدة لتلوث الماء و(7.1) مليون شخص يعانون من إصابات ثانوية من كل سنة مما يجعلها سبباً في وفاة (12000) شخص سنوياً (WHO, 2003).
وقد ذُكر (Dallal et al., 2006) أن هناك طفلاً يموت كل (8) ثوانٍ بسبب الإمراض المنقولة عن طريق المياه مما يجعل الحصيلة ترتفع إلى (5) ملايين إنسان يموتون سنوياً بسبب المياه الغير الصالحة للشرب، ومازالت هذه المشكلة قائمة بسبب الإهمال من قبل الجهات المختصة وضعف التمويل بشكل عام والجهل من قبل السكان سواء أكان من مصادر المياه أم أسباب تلوثها (USEPA, 2006)، ما عدا ذلك فإن (2.2) مليون شخص يموتون سنوياً في العالم بسبب أمراض الإسهال (WHO, 2001)، وتشير تقاريرمنظمة الصحة العالمية (WHO) إلى إن (170) مليون شخص من سكان المدن و(770) مليون شخص من سكان الأرياف في الدول النامية يعانون من نقص في الحصول على مياه صالحة للشرب (الجبوري، 2005)، وتسبب رداءة نوعية المياه وفاة حوالي (25) إلف شخص في اليوم في العالم بسبب تلوثها بالبكتيريا والفايروسات والأحياء الأخرى (الخالدي، 2004).
تبين تقارير أطباء المسؤولية الاجتماعية (Physicians for Social Responsibility, 2000). إن (80%) من الوفيات تحدث في الدول النامية نتيجة لشرب مياه ملوثة. وذكرت بعض الدراسات التي منها (Osek, 2003) المتعلقة بدراسة الماء أن المياه مصدر مهم لكثير من الأمراض الوبائية التي راح ضحيتها الكثير من البشر في مناطق مختلفة من العالم نتيجة التلوث بالأحياء المجهرية الممرضة ومنها:-
· أمراض تصل إلى الإنسان عن طريق شرب الماء مثل التيفوئيد والكوليرا.
· أمراض ناتجة من الغسيل بالماء مثل إمراض الجلد، و أمراض العيون.
· أمراض مرتبطة بالماء وهي الأمراض التي تعتمد فيها الطفيليات والعوامل الأخرى على الماء لتكملة دورة حياتها سواء أكانت تلك المسببة للمرض مثل البلهارزيا أم التي تنقل المرض مثل البعوض.