المضادات الحيوية.... بالتفصيل
ساعرض عليكم هنا موضوع المضادات الحيوية على شكل حلقات متتالية يومية لكبر واهمية الموضوع
وارجو منكم اتحافنا بكل ما هو جديد ومفيد لديكم
وساحاول عرض كل المضادات الحيوية بالترتيب حتى تكون الاستفادة اشمل واكبر
مقدمة بسيطة
تلعب المضادات الحيوية دوراً مهماً في علاج العديد من الأمراض، وهي سلاح ذو حدين، فإن استخدمت الاستخدام الأمثل باتباع إرشادات الطبيب وتوجيهات الصيدلي كان لها أثر إيجابي وفعال، وإن استخدمت بطريقة عشوائية وأسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة قد تودي بحياة المريض.
وهناك اعتقاد شائع بأن المضادات الحيوية يمكنها شفاء أي التهاب، لذا تجد كثيراً من المرضى يلحون على الطبيب أو الصيدلي في صرف مضاد حيوي لعلاج علتهم ومن ثم يوصف المضاد الحيوي إرضاء لهم بدلاً من نصحهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تنجم عن تعاطيه، أو عدم جدواه كأن تكون معاناتهم من التهاب فيروسي، لاتؤثر فيه المضادات كالرشح والأنفلونزا.
من هذا المنطلق نبين أهمية المضادات الحيوية وأشكالها المختلفة والأخطار التي تنتج من كثرة استعمالها وما يجب علينا عند استخدامنا لهذه الأدوية.
في البداية نتعرف سوياً على قصة حدثت منذ أكثر من سبعين سنة فتحت الباب على عصر المضادات الحيوية التي أنقذت حياة ملايين البشر حتى الآن بقدرة الله.
قصة أول مضاد حيوي
بدأت قصة اكتشاف المضادات الحيوية أثر سلسلة من التجارب قام بها طبيب إنجليزي يدعى الكسندر فلمنج، حيث لاحظ عام 1929م وجود عفن أخضر ينمو في أحد صحائف مزرعة الجراثيم، كما لفت نظره أن المستعمرات الجرثومية الملاصقة للعفن قد توقف نموها واندثرت، فأخذ يبحث عن تفسير لتلك الملاحظات حتى تأكد أخيراً أن هذا العفن يفرز مادة تبيد الجراثيم، بعدها اتجهت محاولاته إلى فصل تلك المادة وفعلاً استطاع الحصول على المادة وأطلق عليها اسم البنسلين نسبة إلى نوع العفن الذي يفرزها المسمى البنسيليوم. إلا أن فليمنج لم يكن كيميائياً فلم يستطع استخلاص البنسلين بشكل نقي ولم تستفد البشرية من البنسلين إلا بعد 11 عاماً أي عام 1940م حينما تمكن الدكتور (فلوري) وزميله (شن) بعد تجارب عديدة من استخلاص البنسلين نقياً وتم تجربته على حيوانات التجارب لاختبار مفعوله.
أما أول اختبار للبنسلين على الإنسان فكان عام 1941م حينما حقن شرطي كان مصاباً بالالتهاب وفي حالة احتضار، فتحسنت حالته. بعدها أخذت صناعة البنسيلين تنتشر على نطاق واسع مما أدى إلى إنقاذ حياة مئات الآلاف من الجرحى خلال الحرب العالمية الثانية. وبدأت المضادات الحيوية الأخرى بالظهور تباعاًً.
البكتيريا والفيروس
يوجد في الجسم جهاز مناعي لمحاربة الأجسام الغريبة ومنها البكتيريا، وفي حالة عدم قدرة الجهاز المناعي على كسب المعركة تقوم المضادات الحيوية بمساعدة الجسم بالقضاء على هذا العدو الخارجي دون المساس بخلايا الجسم.
ولكي نوضح عمل المضادات الحيوية ضد البكتيريا يجدر بنا أن نفرق بين البكتيريا والفيروسات إذ يخلط بينهما كثير من الناس.
فالبكتيريا كائنات وحيدة الخلية تتألف من كافة مكونات الخلية الحية، وهي لاترى بالعين المجردة، ولكن يمكن رؤيتها بواسطة المجهر المركب، وهي ذات أشكال مختلفة، فمنها العصوية والكروية والحلزونية، وهي تستطيع التكاثر خارج جسم الكائن الحي أو في وسط اصطناعي يحتوي على مواد غذائية مهمة لنمو البكتيريا. وتنتشر في كل مكان في حياتنا، بعضها مضر وبعضها غير مضر، ويوجد في الجسم أنواع من البكتيريا النافعة وخصوصاً في الأمعاء ويمكن القضاء على المضر منها بواسطة المضادات الحيوية، وغالباً لايوجد لها تطعيم وقائي.
أما الفيروسات فهي كائنات صغيرة جداً لاترى إلا بالمجهر الإلكتروني، وهي ذات شكل عصوي أو كروي، تتركب من جدار بروتيني بداخله الحمض النووي RNA وDNA دون أن يكون لها أي أعضاء أخرى، لذا لا تستطيع التكاثر إلا داخل جسم الكائن الحي لكي تستعمل أعضاءه في التكاثر والنمو، ولايمكن أن تعيش في وسط اصطناعي كما في البكتيريا. والفيروسات لاتتأثر بالمضادات الحيوية، ولكن يمكن القضاء على بعض أنواعها باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات (Antivirus) وذلك في نطاق ضيق جداً وتحت إشراف طبيب متخصص نظراً لآثارها الجانبية الخطيرة على الجسم. أما معظم الالتهابات الناتجة من الفيروسات مثل الزكام والأنفلونزا والتهاب الحلق والقيء والإسهال وغيرها فللجسم القدرة على التخلص منها في غضون أيام عن طريق نظام المناعة. وبعض الفيروسات لها تطعيم وقائي.
تحصل العدوى من الكائن الحي الذي له القدرة على إيذاء الإنسان عن طريق وصوله إلى مكان مناسب في الجسم يتكاثر فيه وينمو، وينتج عنه مواد سامة تؤثر على جسم الإنسان، وذلك عند ضعف قدرة الجسم على التغلب على العدوى، وتظهر هذه التأثيرات في شكل أعراض مرضية تختلف حسب نوع الجرثوم المسبب للمرض
انواع البكتيريا
توجد تقسيمات كثيرة للبكتيريا ولكن أهمها من الناحية السريرية تقسيم البكتيريا إلى قسمين:
الأول: البكتيريا G+
وتتميز بوجود جدار خلوي سميك، ومن أمثلتها:
STREPTOCOCCUS STAPHYLOCOCCUS,
الثاني: البكتيريا G-
وتتميز بوجود جدار خلوي رقيق، ومن أمثلتهاSALMONELLA,SHEGILLA وقد سميت G+ لأنها تحافظ على لونها البنفسجي بعد إضافة الصبغة البنفسجية على الشريحة المحتوية على البكتيريا ثم معالجتها باليود ثم غسلها بالكحول، G- هي البكتيريا التي لاتحتفظ باللون البنفسجي عند معالجتها بالطريقة السابقة وغسلها بالكحول.
يتم عمل المضادات الحيوية لمحاربة البكتيريا- بشكل عام- من خلال طريقين:
الطريق الأول: قتل البكتيريا وذلك من خلال تثبيط تكوين جدار الخلية في البكتيريا مما يؤدي إلى خروج مكونات الخلية وموتها بعد ذلك.
الطريق الثاني: وقف ومنع تكاثر البكتيريا ويتم ذلك عن طريق تثبيط تكوين الحامض النووي (RNA و DNA) أو تثبيط تكوين بروتينات الخلية.
والطبيب المختص هو الذي يملك القدرة على معرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض وذلك عن طريق أعراض المرض الظاهرة على المريض (الطريق السريرية) أو من خلال أخذ عينة من الجزء المصاب ومن الدم أو من البول وزراعتها لمعرفة نوع البكتيريا المسببة لهذا المرض (الطرق المخبرية) وبناء على تشخيص المرض يتم صرف الدواء المناسب.
وفي بعض أنواع البكتيريا التي اكتسبت مناعة ضد مضاد حيوي معين لكثرة استعماله يجرى فحص المناعة ومدى فاعلية المضاد الحيوي ضد هذه البكتيريا، ولهذا الغرض تزرع البكتيريا المأخوذة من المريض في مزرعة خاصة بها أقراص مختلفة الألوان وكل منها مشرب بنوع معين من المضادات وبعد ترك المزرعة لمدة معينة نلاحظ وجود هالة شفافة خالية من البكتيريا حول كل قرص، والمضاد الحيوي الأكثر تأثيراً على البكتيريا هو الذي تتكون حوله الهالة الشفافة الأكثر اتساعاً.
ونتائج مثل هذه الفحوصات قد تستغرق وقتاً طويلاً، لذا لاينتظر الطبيب كل ذلك الوقت بل يتم إعطاء المريض المضاد الذي يتوقع الطبيب أنه سيكون فعالاً ومناسباً لحالته ريثما يعرف نتيجة المزرعة التي تحدد نوع البكتيريا.
المضادات: أنواع وأشكال
يوجد في العصر الحالي أكثر من مائتي نوع من المضادات الحيوية، ولكل نوع منها أسماء متعددة تختلف باختلاف الشركة المصنعة للدواء ويتم تصنيعها على شكل أقراص أو كبسولات أو حقن وبعضها على هيئة مساحيق أو مراهم جلدية أو كريمات أو نقط للعين أو للأذن إلى غير ذلك من الأشكال.
وتخلتف أنواع المضادات الحيوية باختلاف مدى تأثيرها على البكتيريا، فمن الأدوية مايكون فعالاً بشكل رئيس على البكتيريا G+، ومنها مايكون فعالاً ضد البكتيريا G-، والبعض الآخر فعال ضد النوعين. ومنها مايقتل البكتيريا ومنها مايمنع نموها.
ومن أشهر مجموعة المضادات الحيوية مايلي:
penicillin ومشتقاته: تعد هذه الأودية من أهم مجموعات المضادات الحيوية ومن أقدمها وهي فعالة ضد البكتيريا G+، ومن أمثلتها: ampicillin,amoxicillin.
tettracyclines-: هذه الأدوية مانعة لنمو البكتيريا وتسمى بالمضادات الحيوية واسعة المفعول نظراً لقدرتها على محاربة كلا نوعي البكتيريا G+,G-، ومن أمثلتها: tetracycline,doxycyclines.
-sulphonamides: وهي فعالة ضد العديد من البكتيريا G+,G- وقاتلة للبكتيريا، ومن أمثلتها: SUPHASALAZINE,SULPHAMETHOXAZOLE-
Cephalosporines : هذه الأدوية قاتلة للبكتيريا وواسعة المفعول، ومن الأمثلة على هذه المجموعة cefaclor,cephalexin.
- macrolides : وهذه الأدوية يمكن أن تقتل البكتيريا أو تمنع نموها، ومن أمثلتها: clarithromycin .
aminoglycosides : تعد هذه الأدوية فعالة جداً ضد الالتهابات التي تسببها البكتيريا G-، ومن الأمثلة: streptomycin,gentamycin.
- chloramphenicol: هذا الدواء مانع لنمو البكتيريا وواسع المفعول، لكنه أقل فاعلية من البنسلين والتتراسيكلين ضد البكتيريا G+[/color]
ولنا لقاء اخر قريبا جدا ان شاء الله