اختبار الدم الخفي في البراز
أوصت منظمة الصحة العالمية والجمعية الأمريكية للسرطان بإجراء اختبار دم خفي سنوي لكل شخص تجاوز عمره الخمسين عاماً.
يعد سرطان القولون المستقيمي (CRC) Colorectal Cancer المرض الخبيث المتسبب في الموت بعد سرطان الرئة.
إن التشخيص المبكر لسرطان القولون المستقيمي يمكن أن يشفى تماماً باستئصال السلائل المنظرة داخلياً دون الحاجة إلى جراحة بطنية.
تعد طريقة الغاياك Guaiac واحدة من أقدم الطرق وأكثرها شيوعاً لاختبار الدم الخفي في البراز، إلا أن هذه الطريقة غير نوعية للدم البشري، وهي تعطي ايجابية كاذبة مع دم الحيوان ويمكن أن تتأثر بأطعمة وأدوية مختلفة مع حساسية منخفضة. وينبغي وضع المريض على نظام غذائي خاص قبل الاختبار.
تم تطوير طريقة كيميائية مناعية، وتستخدم هذه الطريقة أضداداً نوعية ضد الهيموغلوبين البشري وهي متوفرة تجارياً تحت أسماء مختلفة. وهي ذات حساسية عالية تصل إلى 6 مكغ دم في واحد غرام براز. وليس للطعام، أو للأدوية أو للحم الحيوان تأثير على الاختبار.
إن كلمة Occult تعني باللاتينية الخفي ويرادفها في الإنكليزية hidden ويطلق على الشيء غير المرئي. إن اختبار الدم الخفي في البراز من الاختبارات الكيميائية السريرية المغمورة على الرغم من أهميته حيث يفترض أن يكشف النزف الهضمي سواءً كان علوياً أم سفلياً أي أنه يستطيع كشف أي تسرب خفيف للكريات الحمراء بدءاً من الفم وحتى الشرج ويتميز هذا الاختبار بأنه يكشف الكريات الحمر السالمة Intact RBC والمتخربة destroyed أي المهضومة digested سواء بسواء مع اعترافنا كأخصائيين مخبريين – وبدون خجل – أنه يتعذر كشف الكريات الحمر السالمة قليلة الكمية في فحص البراز المخبري وخصوصاً عند التأخر بفحصها ويعود ذلك إلى صغر حجمها (8 ميكرومتر) وتشوهها أو تخربها بسبب الجراثيم والفطور والفضلات الطعامية المختلفة كما يستحيل كشف الكريات الحمراء المتخربة مجهرياً ولا مناص من كشفها بالطرق الكيميائية أو المناعية.
- طريقة الغاياك Guaiac
إن أول من أشار إلى فائدة استخدام مادة الغاياك عالم الفيزيولوجيا الألماني Van Deen عام 1864 وأول من طبق الاختبار عملياً العالم Boas وذلك عام 1901 وأول من طبق الاختبار بشكله المنزلي المألوف حاليا العالم Greegor عام 1967.
المبدأ: يتم كشـف الدم الخفي في البراز كيفياً Qualitative باستخدام مواد فينولية مرجعة لا لون لها، تتأكسد بفعالية إنزيم البيروكسيداز Pyroxidase الموجود في جزء الهيم heme من الهيموغلوبين معطية لوناً أزرقَ للكينونات Quinones تتناسب شدته مع كمية الهيموغلوبين المتواجدة.
ومن هذه المواد شاع استخدام صمغ راتين الغُويقم (شجر أمريكي استوائي) gum resin Guaiac ويدعى أيضاً الصباغ الأبيض Leuko Dye والغمائس الورقية الحاوية على هذه المادة هي الأشهر عالمياً ومتواجدة تجارياً بتكلفة زهيدة تحت مسميات عديدة منها:
-Hematest (Ames)
-Hemoccult slides Smith, Kline and French, Laboratories, Philadelphia
-Hemoccult II, Smith Kline Diagnostics.
كما استخدمت مركبات أخرى كالفنول فتالئين Phenol Phthalein، Indophenol، Dichlorphenol وخضـرة المـالاشـيـت
Malachite Green، وثنائيات الأمين العطرية (المسرطنة) كالبنزيدين Benzidine والأورتوتوليدين O-Tolidine، كما استخدمت مادة Diethyl-p-phenylondiamine وبقيت مادة الغاياك هي الأفضل والأكثر استخداماً في الوقت الراهن.
حساسية الطريقة
الإنسان السليم يومياً مقداراً لا يتجاوز 2 مل دم/ 150 غ براز أي ما يعادل 2 مكغ هيموغلوبين / غ براز وتكشف طرق الغاياك النزف الهضمي السفلي إن زاد عن 20 مل دم / يوم أي بحدود 25 مكغ /غ براز.
يصبح لون البراز أسود قطرانياً عندما تتجاوز كمية النزف في السبيل الهضمي العلوي أكثر من 100 مل ويبقى اختبار الدم الخفي إيجابياً لأسبوع أو أكثر بعد عودة لون البراز للون البني الطبيعي رغم توقف النزف، ونلفت النظر هنا إلى أن البراز يصبح أسود اللون أيضا بعد تناول مركبات الحديد الفموية أوالبزموت أو الكربون أو تناول بعض الخضراوات ولذلك لا يمكننا الاعتماد على لون البراز العياني الأسود للجزم بوجود النزف دون العودة لإجراء اختبار الدم الخفي في البراز.
إجراء الاختبار
يؤخذ القليل من البراز ومن عدة مواقع بواسطة ما يشبه خافض اللسان الخشبي ويفرش على غمائس الغاياك ضمن الفتحات الخاصة المجراة في الصفيحة الجاهزة تجارياً ضمن نافذتين ويكتب اسم المريض بوضوح ويترك على الطاولة لمدة خمس دقائق، ثم يضاف الماء الأكسجيني (بنسبة 3% في الإيتانول) بالطرف المقابل للعينة، إن ظهور اللون الأزرق خلال دقيقتين حصراً يعني وجود الدم الخفي.
هناك نقطة صغيرة حمراء تعتبر كشاهد إيجابي، ونقطة صغيرة صفراء تعتبر كشاهد سلبي وبإضافة الماء الأوكسجيني يجب أن تصبح النقطة الحمراء بلون أزرق ويبقى لون النقطة الصفراء أصفر،
هناك بعض الشركات تقدم شاهداً إيجابياً على شكل محلول، ويمكن إضافة الدم العادي كشاهد إيجابي.
مساوئ الاختبار
- في حال النزف الهضمي العلوي الخفيف ينقلب معظم الهيموغلوبين إلى الهيماتين hematin ويعجز اختبار الغاياك عن كشفه لضعف فعالية البيروكسيداز فيه.
- قلة حساسية الاختبار.
- عدم نوعيته وتفاعله مع غير الدماء البشرية.
- الحمية الصارمة المسبقة من قبل المريض عن اللحوم وبعض الخضراوات والأدوية.