مكافحة العدوى
تقديم :
لقد ظهرت في الآونة الأخيرة أهمية كبيرة للعدوى المكتسبة داخل المنشآت الصحية وذلك على مستوى العالم كواحدة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى المرض أو الوفاة في كل من الدول المتقدمة والنامية على السواء. وتؤدي هذه العدوى إلى زيادة تكلفة العلاج داخل منشآت الرعاية الصحية كما تزداد أيضاً الفترة الزمنية التي يقضيها المرضى داخل المستشفيات . وفي العشر سنوات الأخيرة حدثت تغيرات وتطورات هائلة في مجال تقديم الخدمة الصحية للمواطنين في مصر، فأصبحت أكثر تقدماً باستخدام التقنيات الحديثة، مما أدى لزيادة في عدد العاملين في المجال الصحي .
إن ضمان جودة الخدمات الصحية في مصر أثناء عمليات التحديث والتطوير القائمة يعد من التحديات التي يجب علينا جميعا مواجهتها. و لذلك فيعد البرنامج القومي لمكافحة العدوى هو الاستجابة الطبيعية لوزارة الصحة و السكان إزاء هذا التحدي. و تعتمد استراتيجية هذا البرنامج على أسلوب ذي نظم و محاور متعددة تضع في المقام الأول تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة. فتم وضع خطة قومية لمكافحة العدوى، وكان هدفها الأول تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة عن طريق اتقاء حدوث العدوى و نقل الأمراض. و قد وضع البرنامج في الاعتبار اتقاء العدوى الناشئة عن تقديم الخدمات الصحية و المشاكل المصاحبة لها و تقليل المخاطر المهنية التي يتعرض لها مقدمو الخدمات الصحية، و ضمان ممارسات سليمة لمكافحة العدوى الناشئة عن تقديم الخدمات الصحية ورفع كفاءة ومهارة العاملين بها.
وتعتبر مكافحة العدوى أحد المكونات الضرورية لرعاية المرضى بشكل آمن وتوفير أفضل مستويات الرعاية لهم وهي ضرورية لصحة كل من المرضى وفريق العمل. وتعتبر أسس الوقاية من العدوى ومكافحتها قابلة للتطبيق في كافة الأماكن التي تقوم بتقديم الرعاية الصحية في كل أنحاء العالم. حيث يتطلب الأمر تطبيق تلك الأسس بصرف النظر عن قلة الموارد والدعم، حيث أن تلك الأساسيات تهدف إلى وقاية كل من المريض والشخص القائم على تقديم الرعاية الصحية من التعرض للميكروبات المعدية والحد من حالات الإصابة بالأمراض ومعدل الوفيات المصاحبة لمثل هذه العوامل في حالة حدوث عدوى. يستلزم الأمر أن يقوم برنامج مكافحة العدوى بوضع هيكل تنظيمي قوي وواضح على كل مستويات نظام الرعاية الصحية .
العدوى :
هى : دخول الجراثيم ( الميكروبات ) داخل أنسجة الجسم وتكاثرها وحدوث تفاعل بينها وبين الجسم لعائل قابل للعدوى أو هى : العملية التى تحدث بين أحد المكروبات ومستقبل العدوى والتى يخترق المكروب جسمه الحاضن ويبدأ فى التكاثر ، وقد يؤثر على الانسجة مباشرة (غزو الانسجة ) عن طريق عمليات تشمل إفراز السموم أو بشكل غير مباشر نتيجة لرد فعل مناعى هو نظام من الإجراءات يعتمد على التشخيص الوبائى للمرض يهدف الى منع حدوث وتطور و إنتشار الامراض المعدية فى نطاق المنشأةالصحية أوهو وقف إنتقال الجراثيم بين الناس .
ففي حالة أصابه أحد العاملين بالصحة بوخزه بسيطة بإبرة ملوثة بأحد فيروسات الدم المعدية من أحد المرضى فالنتيجة ستكون سيئة ، فلو حسبنا الناتج من ذلك الضرر الذي سيصيب ذلك العامل لوجدنا مسلسلاً طويلاً من المعانات والمرض بالإضافة إلى هدر الوقت والمال والجهد الذي سيؤثر سلبياً على المجتمع ككل.
مكافحة العدوى داخل المعامل :
نظرا للتوسع الملحوظ في الخدمات الطبية وانتشار معامل ( مختبرات ) التحاليل الطبية كمعامل مستقلة بذاتها أو ضمن العيادات الطبية المتخصصة أو المستشفيات، بسبب هذا العدد الكبير يصعب مراقبة تلك المعامل من حيت جودة المكان (صلاحيته ليكون معمل) جودة التجهيزات (لدقة العمل والنتائج) وفوق كل ذلك وهو ما يهمنا هنا ما هي درجة السلامة والآمان للعاملين بتلك المعامل وللأفراد المحاطين بهم وللبيئة بصفة عامة.تعتبر المعامل الطبية وبالأخص معامل الأحياء الدقيقة (Microbiology Laboratories) المصدر الكبير للعدوى بمختلف أنواع الميكروبات الممرضة والتي قد تصيب إما العاملين بالمعمل ( المختبر ) وذلك في حالة عدم التعامل السليم والإهمال للعينات القادمة لهم أو قد تصيب المحيطين بهم من أفراد وأسر.
تعليمات عامة لمكافحة العدوى فى المنشأتالصحية والمعامل الطبية
يجب التعامل مع عينات المرضى أو أية إفرازات على إنها مصدر لعدوى أو بيئة للمرض.
يجب إرتداء بالطو المعمل أثناء العمل داخل المعامل وخلعه خارج المعامل
يجب إرتداء القفازات الطبية عند التعامل مع المرضي أو العينات فى المعامل وخلعها بين كل إجراء وأخر أو عند القيام بأى عمل إدارى.
يجب إرتداء ماسك واقى لأنف عند إحتمال التعامل مع المريض المصاب بالأمراض الصدرية خاصة السل وكذالك واقى العين إذا كان هناك أى إحتمال لتلوث العيون برذاذ الدم أو أى سائل خارج من جسم الإنسان.
ممنوع منعاً باتاً الأكل والشرب والتدخين داخل المعامل (مسموح بذلك فقط فى الأماكن المخصصه لذلك).
يجب إلتزام الهدوء وعدم التزاحم أثناء العمل.
يجب توفير مستلزمات الإسعافات الأولية داخل المعامل وعند حدوث أية حوادث جروح أو تعرض لمواد ملتهبه يجب غسل المكان المعرض بالماء الجاري وإبلاغ فريق مكافحة العدوى لتدوين الحادث فى سجل العاملين .
التخلص من النفايات بعد فصلها بالطرق الصحيحه( النفايات الخطره فى الأكياس الحمراء المخصصه لذلك ثم إلى المحرقه والنفايات العاديه مثل الأوراق والمناديل وفضلات الطعام في الأكياس المخصصه لذلك ثم إلي البلديه)
يجب تطعيم كافة العاملين في المجال الصحي ضد فيروس الألتهاب الكبدي .
مكافحة العدوى بالإدارة المركزية للمعامل :
فريق مكافحة العدوى :
يوجد فريق ولجنة بالإدارة المركزية للمعامل لمنع إنتشار العدوى ووظيفته:
وضع المقاييس لحماية العاملين والمترددين وطالبى الخدمة الصحية من التعرض لأى عدوى .
وضع المعايير والمقاييس للتخلص الآمن من النفايات الطبية .
تكوين فريق العمل المسئول على إدارة المخلفات الطبية بالمعامل بقرارات وأعطى المسؤوليات وتحديد الأشخاص كتابياً.
- هذا الفريق مسئول عن وضع مخطط عام للإدارة المركزية للمعامل، و توضيح المسئوليات للعاملين بالمعامل من طواقم طبية وغير طبية.
- الفريق مسئول عن مراقبة برنامج التعامل مع المخلفات الطبية، من مهامه الأشراف المباشر على كل العاملين والعاملات النظافة بالمعامل ومراقبة عمليات الجمع والنقل والتخزين والتخلص من المخلفات الطبية والغير طبية بالتنسيق مع العاملين من أطباء وفنيين وغيرهم.
- الفريق المسئول عن العمل عليه تحديت وتجديد المخطط العام للتخلص من المخلفات الطبية على حسب الحاجة والضرورة الوقتية والمتوافقة مع المستجدات والتغيرات الزمنية.
- الفريق مسئول عن مراقبة المخطط العام والإجراءات المأخوذة لإدارة المخلفات الطبية ومدى فعاليته ونجاحه وذلك لتفادي الأخطاء التي قد تنجم واكتشاف الخلل وتعديله من أجل تحسين وتطوير البرنامج في المستقبل.
- من مسئوليات الفريق تعيين الأفراد البدلاء مباشرة في حالة تخلف أحد العناصر الرئيسية للفريق المخلفات الطبية.
- الفريق مسئول عن ضمان البرنامج التدريبي والتأهيلي للعاملين بالفريق المخلفات الطبية ، وتحديد الأشخاص المكلفين بإعطاء تلك الدورات.
الأشخاص الأكثر عرضة للاصابات هم:
كل الاشخاص المحيطين بالنفايات الطبية معرضين لخطر الاصابة بما في ذلك المنتج لتلك النفايات بالمرفق الصحي أو الاشخاص في الخارج المسئولين عن نقل والتخلص من تلك النفايات.
لأطباء , والفنيين و العاملين بالمعامل
لمرضى.الزائرين للمعامل.
لعاملين والعاملات بالنظافة ونقل القمامة داخل المعامل.
عمال المحارق .
النفايات :
هناك بعض النفايات التي جلبت أنظار العالم لها من حيث خطورتها الآنية وتأثيرها الممتد على المدى البعيد على البيئة والأفراد، هذه المخلفات كان لها دوي كبير على مستوى الدول المنتجة لها والدول المخزنة فيها لا سيما دول وسط أفريقيا حيث سعت المنظمات العالمية المهتمة بالبيئة إلي الحد من تداول تلك النفايات في دول المستقبلة لها وتعريف العالم بمخاطرها المستقبلية، هذه المخلفات هي المخلفات الكيميائية والنووية.
في السنوات الأخيرة من القرن العشرين برزت مشكلة أخرى لنوع أخر من المخلفات لا تقل خطورتها على المخلفات النووية والكيميائية ألا وهي المخلفات الطبية.
منظمة الصحة العالمية تعرف المخلفات الطبية بأنها تلك المخلفات الناتجة من عمليات علاج المرضى والمناولة داخل أقسام المرافق الصحية ومراكز البحوث، قسمت هذه المخلفات إلى مخلفات خطرة وهي تشكل حوالي 10 – 25% من مجموع المخلفات الطبية عموماً.
المخلفات الطبية الخطرة هي المحتوية على عوامل المرض والتي يمكنها إحداث الإصابة في الإنسان وأخرى يمكنها إلحاق الضرر بالبيئة المحيطة مما حث بعض البلدان على البحث عن مكمن المشكلة ومحاولة وضع أسس للتخلص منها أو تقليل أثرها وأنشأت لهذا الغرض منظمات وهيئات لمتابعة ظاهرة تفاقم خطر المخلفات الطبية ووضع خطط وبرامج لتنظيم عمليات جمع ونقل وكيفية التخلص من تلك المخلفات والبحث عن سبل تطوير المفاهيم القائمة لرفع من مستوى أداء الأشخاص القائمين على تلك العمليات.
في الولايات المتحدة على سبيل المثال أنشأت عدة منظمات تهتم بظاهرة المخلفات الطبية مثل الجمعية الأمريكية للحد من خطورة المخلفات الطبية والتي من مهامها متابعة نشاط المؤسسات الطبية ومتابعة طرقها للتخلص من المخلفات الناتجة عنها بعد ازدياد حالات الإصابة بين العاملين في الحقل الصحي نتيجة للمداولة الخاطئة للمخلفات .
الاهتمام بهذه المشكلة امتد حتى شمل دول أوروبا والغربية منها على وجه الخصوص وازدادت المبادرات التي تدعو إلى إيجاد حلول فعالة وأساليب وقائية سواء للعاملين داخل المرافق الصحية أو عمال النظافة ووضع ضوابط لإجبار المؤسسات الصحية على إتباعها للتقليل من خطر التعرض للمخلفات الطبية وبحث السبل التي تزيد من الوعي العام لهذا الخطر عن طريق إقامة الدورات التدريبية والتثقيفية للعناصر الطبية على حدٍ السواء.
أدراك دول العالم الثالث للمشكلة وخطورتها جاء متأخر حيث بدأت بعض الدول مثل الهند ومصر والأرجنتين وبعض الدول الأفريقية في وضع المخلفات الطبية ضمن برامجها للمحافظة على البيئة وأن كانت الهند السباقة في هذا المجال من حيث أنشأء المنظمات والهيئات التي تشرف على عملية التعامل مع المخلفات الطبية والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية على وضع برامج مستقبلية لعلاج هذه المشكلة.