تعتبر أمراض القلب المزمنة سبب رئيسي من أسباب الوفاة في العالم, حيث أن عدد حالات الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والشرايين تزداد يوماً بعد يوم, لهذا يعمل العلماء والباحثين بكل ما يملكون من جهد ووقت لاكتشاف علاجات جديدة تضمن التخلص من بعض هذه الأمراض.
وضمن هذا السياق توصل عدد من الباحثين إلى طريقة هامة تساعد في تطوير علاجات جديدة لأمراض اختلال ضربات القلب, وذلك بالاعتماد على غاز "كبريتيد الهيدروجين", وما يميز هذا الغاز أن جزيئاته تمتلك خاصية الاختراق التي تساعده في الولوج إلى خلايا الجسم بسرعة كبيرة, أو يمكن إنتاجه داخل جسم الإنسان ضمن الجهاز الوعائي.
ويمكن تعريف غاز "كبريتيد الهيدروجين" على أنه غاز ذو رائحة كريهة وقوية تشبه رائحة البيض الفاسد, وليس له لون ويوجد بصورة طبيعية في البيئة وهو غالباً ما ينبعث من عفن النفايات, ورائحته قوية ونفاذة في المستويات المنخفضة وفي المستويات المرتفعة أيضاً, ومن الممكن أن يجعل غاز "كبريتيد الهيدروجين" أي شخص مريض أو قد يتسبب في قتله.
والطريقة الرئيسية للتعرض لغاز "كبريتيد الهيدروجين" هي عن طريق استنشاقه أو حتى عن طريق تعرض الجلد أو العين له, وقد يحدث هذا التعرض في المنزل بسبب السباكة السيئة التي تسمح بتسرب هذا الغاز من المجاري, أو يمكن أن يكون التعرض للغاز من خارج المنزل.
ولقد أجرى الباحثون دراستهم على عينة من الفئران المخبرية, بهدف تحديد الآلية التي تمكن جزيئات كبريتيد الهيدروجين سواء المنتجة داخل الجسم أو القادمة من مصدر خارجي, من التأثير في النسيج القلبي عند حدوث نقص في التروية الدموية الواردة إليه.
وتبين للباحثين من خلال النتائج أن غاز كبريتيد الهيدروجين يتفاعل مع القنوات الآيونية التي تسمح بمرور أيونات البوتاسيوم من خلالها, وبالتالي يسهم هذا الأمر في حماية القلب من حدوث اختلال في ضرباته, حيث أن لهذا النوع من التأثيرات دور في حماية عضلة القلب, لأن الإشارات الكهربية في النسيج القلبي تعتمد على القنوات الآيونية التي يؤدي تلفها إلى اختلال ضربات القلب.
ويأمل الباحثون من خلال هذه الدراسة أن يستطيعوا الاستفادة من النتائج التي حصلوا عليها, وأن يتمكنوا مستقبلاً من استخدام غاز كبريتيد الهيدروجين في علاج أمراض اختلال ضربات القلب.